هناك تراث من اللامركزية في سوريا والعراق، لكنه لم يكن تراثاً تعاقدياً، ولا تراثاً لتنامي العقلانية القانونية والدستورية في البلدين، بل هو ناتجٌ عن توازن القوى فيهما.
اللامركزية والفيدرالية
تتزايد الانقسامات العميقة بين السوريين وتتجه مناطق عديدة في سوريا نحو أنظمة حكم متباينة، ولذلك فإن نوعاً من اللامركزية السياسية شرط أساسي لإيجاد حل للنزاع الحالي والبدء بإعادة البناء.
يقول هذا النص إن خيار الوحدة السورية في دولة مركزية قد فشل، ويطرح خيار العمل على قيام اتحادٍ سوريٍ، بدل خيارات التقسيم أو العودة إلى دولة مركزية بالعنف أو المحاصصة أو كليهما.
يكثر الحديث في الفترة الأخيرة عن صيغ متعددة لمستقبل سوريا، تتراوح بين التقسيم الكامل لعدة دويلات إلى المحافظة على دولة مركزية تبقى فيها كل القرارات في دمشق.
طرح عبد الحميد سليمان في مقالته «لم لا تكون الجمهورية الثالثة فيدرالية؟» على صفحات مجموعة الجمهورية للدراسات فكرة «الفيدرالية على أساس طائفي»، مبيّناً فيها حيثيات الفكرة، ومسوّغاتها، ومبرّراتها التاريخية. وهذه مجرّد أفكار أوليّة سريعة، ربما كان من الضروري أن تأتي سريعاً بعد نشر هذه المقالة.
الإنكار لم يعد ذا جدوى في إخفاء حقيقة أنّ السوريين ليسوا شعباً واحداً كما اقترحت الشعارات الأولى للثورة السورية.